حماه/قلعة شيزر
أفاميا:على هضبة تشرف على سهل الغاب الخصيب الفسيح تتربع مدينة أفاميا بشوارعها
وأعمدتها وأبنيتها ومسرحها و قلعتها ( المضيق ) وخانها الأثري ( متحف
الفسيفساء) وهي اليوم بأطلالها هذه تحكي قصة مدينة عرفت في تاريخها الماضي
عزة وازدهاراً ومكانة رفيعة وفخامة لا تضاهيها إلا القلة القليلة من مدن
الشرق الأدنى القديم.
شيدها الإمبراطور سلوقس نيكاتور ( 312- 280 )
قبل الميلاد وهو مؤسس السلالة السورية السلوقية التي دامت فترة حكمها بين
عامي (323 – 64) قبل الميلاد, وقد سماها باسم زوجته "أبامي" التي أحبها
كثيراً, وذلك لكي يخلد التاريخ اسمها ويسجله بحروف من ذهب وها هو التاريخ
يفعلها.
أطلال أفاميا كافية لتدل على عظمتها فشارعها الرئيسي المستقيم أدهش وما
يزال كل الباحثين والزوار, حيث يناهز طوله (2) كم, وعرضه (37,5) م وهو ما
يوصف اليوم في مجال هندسة وتخطيط المدن الحديثة العصرية ب الأوتوستراد حيث
كانت تصطف على جانبيه أعمدة بلغ عددها (1200) عموداً يزيد ارتفاع الواحد
منها عن (10) أمتار, وتتصل ببعضها بعضاً....... فضلاً عن أن الحوانيت
والمحلات التجارية كانت تتراصف على يمين ويسار الشارع المستقيم بطول يزيد
عن (3)كم إضافة إلى العدد من الأبنية والمنشآت الأخرى. أما سور المدينة
فكان يزيد طوله عن (7) كم وما تزال بقاياه ماثلة حتى اليوم وقد كشف عن ما
يزيد عن (5) كم منه.
عظمة
أفاميا ودورها المدني والعسكري لم تكن في فترة حكم السلالة السلوقية فقط,
إنما عرفت ذلك في العهود الرومانية والبيزنطية والعربية. . . . .
واليوم فإن مدينة أفاميا تفتح ذراعيها لكل الزوار والسياح, وتفتحهما أيضاً
لكل الباحثين والدارسين، للكشف عن ما تخبئه أرض مدينة أفاميا من كنوز
وأسرار, ما تزال بانتظار الكشف عنها لتمنحها مزيداً من المجد والعظمة
والخلود.
قلاع وحصون:
تحتضن محافظة حماه عدداً كبيراً من القلاع أهمها قلعة شيزر الواقعة على
مسافة (25) كم إلى الشمال الغربي من مدينة حماه، وهي تطل على وادي نهر
العاصي، قلعة المضيق التي تشرف على سهل الغاب قلعة حماه, قلعة شميميس على
مسافة (3)كم إلى الشمال الغربي من مدينة سلمية, قلعة مصياف إلى الغرب من
مدينة حماه بحوالي (45) كم, قلعة برزية وهي تشرف على الجانب الشمالي من
سهل الغاب, قلعة أبو قبيس الواقعة على السفح الشرقي للجبال الساحلية
بالقرب من بلدة أبو قبيس..........
حمامات أثرية:
تؤكد المصادر التاريخية أن عددها كان كبيراً جداً, في فترات زمنية مضت,
لكن معظمها اندثر وزال, ولم يبق منها إلا عدد قليل مثل حمامات الدرويشية –
السلطان – العثمانية – الأسعدية......
خانات أثرية:
معظم خانات محافظة حماه تعود بتاريخ بنائها إلى الفترة العثمانية وأهمها:
خان رستم باشا (القرن السادس عشر الميلادي), وهو بمثابة سوق للصناعات
والمهن اليدوية, وهناك خان أسعد باشا( القرن الثامن عشر الميلادي ) وخان
أفاميا ( القرن السادس عشر الميلادي) وحالياً هو عبارة عن
متحف يضم لوحات الفسيفساء المكتشفة في مدينة أفاميا الأثرية, وهي لوحات
رائعة تعبر عن المستوى الفكري والثقافي والفلسفي الراقي الذي كانت تعيشه
المدينة أيام ازدهارها ومجدها, وهذا ما جعل متحف أفاميا واحداً من أهم
المتاحف المتخصصة بلوحات الفسيفساء في العالم.
جوامع ومساجد:
أشهرها مسجد أبي الفداء ( القرن الرابع عشر الميلادي ), وجامع الحسنين,
وجامع النوري الذي شيد على أنقاض معبد قديم ( القرن الثاني عشر
الميلادي)......
النواعير:
تعتبر النواعير رمزاً لمدينة حماه وعلامتها السياحية المميزة وقد تغنى بها
الشعراء والمطربون على مر العصور, وفكرة النواعير وتطبيقها تعود إلى الألف
الأولى قبل الميلاد في العهد الآرامي, وقد تطورت صناعتها في العهود
اللاحقة, كوسيلة لرفع وجر المياه من المسيلات المائية إلى أراض زراعية ذات
منسوب أعلى, ويشار إلى أن العرب نقلوا النواعير إلى الأندلس ( إسبانيا) في
فترة الحكم العربي هناك.
وفي
حماه اليوم (16) ناعورة، مختلفة الأحجام وتتوزع في أكثر من منطقة، أشهرها
العثمانية الكبرى والعثمانية الصغرى، والمؤيدية والمحمدية والصابونية.....
قصر ابن وردان: يقع إلى الجهة الشمالية
الشرقية من مدينة حماه على مسافة (60) كم تقريباً، وهو موقع أثري كبير
يتألف من قصر ضخم وكنيسة مربعة الشكل، وثكنة عسكرية كبيرة، وتشير الكتابات
المنتشرة في أرجاء الموقع إلى أن تاريخ تشييده يعود إلى أواخر القرن
السادس الميلادي، ويشار إلى أن هذه المنشآت كلها مبنية بالقرميد المشوي
والأحجار الكلسية والبازلتية.....
مناطق اصطياف واستجمام: أهمها مناطق وادي
العيون وأبو قبيس والوراقة وطاحونة الحلاوة وشلالات اللقبة، وتكثر في هذه
المناطق الينابيع والجداول المائية والغابات، حيث يقضي زوارها الكثر صيفاً
أجمل الأوقات وأكثرها هدوءاً بين أشجارها وفي مطاعمها ومقاهيها المنتشرة
في المنطقة.
متاحف:
يأتي في مقدمتها متحف حماه وهو يحتوي معروضات منذ ما قبل التاريخ وحتى
العهود الإسلامية المتأخرة، وهناك أيضاً متحف أفاميا الذي يقع في خان أثري
يعود بناؤه إلى فترة الحكم العثماني، وهو يضم أروع لوحات الفسيفساء في
العالم والتي اكتشفت في مدينة أفاميا الأثرية يضاف إلى ذلك متحف التقاليد
الشعبية الواقع في قصر العظم داخل مدينة حماه.