كان يوماً استثنائياً
كان للنهر ساحة للؤلؤ
والنائم البحر ...
كان يغفو عند قدميك
وأنا
كنت أجرجر نجوم السماء
إليك
رائحة الأرض كانت مزيجاً من زعتر وزعفران
كان هناك أرصفة من الياسمين
وكان المطر
...
ضمتنا ساحة صغيرة
أحسست فيها إنني أميرة في مملكة المساء
وبأني أطلقت بردى ..وإن النيل من كفي
إنسرب
وبعصاي أوجدت المدن ..وأزلتها
...
مازلتُ أذكر يوم المعجزة
لعينيك كان شكل الوطن
وكان التراب امتداد يديك
كنت تغني وكنت إحبك أكثر
يومها ما كنت أحسب أني مسكونة الحزن
وأني مثل أوراق الخريف
...
ياالله .. ! لماذا أهاجرمثل النوراس ؟
لماذا أحس الزمان يتغير
ووجهك يصبح وجعاً
وأنا من غير ملاح!
لماذا يصير البحر مثل وحوش الأسطورة
يأكل كل المرافئ !
....
تعب الشقاء من التشرد
والعمر بات ستارة سوداء
يكسوها
الغبار
تعبت يداً
من التضرع
هرمت
وصارت كقصائد الرثاء
عاشق البحر والنوراس الحزين