يا ماهر أيام العمر
أقصر من أن تتحمل الهجر
تراني إن أقل شعراً جلوت مشاعري نهراً
فهل حرف ٌيطاوعني ويشفي من جوى صدرا
فإن الشعر شفافٌ يصوغ بنسجه سفرا
به من تالد صورٌ وحاضرُنا فكم أثرى
ويغني من مشاعرنا فإن سراً وإن جهراً
تسائلني يا ماهر عنها وأنت بأمرها أدرى
فقلت له :أياشوقا صوت ولم أجد عمرا
فلا تذكين من حزني سأتلو أن أفض ذكرا
فأيامي قصيرات ولاتتحمل الهجرا
وأزهاري شجيات تساقط دمعها تترى
ونهري بات مرتعشاً وبحري لم يعد بحرا
إذا ما سر حتي شاخت تقاصر ظلها قسرا
وكان نعيمها صوراً يلف السهل والوعرا
ألا يا أيها الناني فلا تسرف بنا نكرا!
فإن الهجر لأحبا ب بات جريمة كبرى
ويمضي العمر في سبق ولم تدرك له سرا
سيأتي يوم لاتجدي ندامتكم ولاتبرا
فهلا ثُبت عن بصر فأسرج للهوى عذرا
ضميرك إن يكن يقظاً فلا تبخس له أمرا
فإن العمر مهما طال يقصر إن تعش دهرا
من عاشق البحر والنورس الحزين