من سفر الذكرى
ما تزال ذكراك تهمس في روحي كمزمار سومري
وما تزال صورتك تلوح من بعيد كأنها شبح أسطوري حميم
طالما أغوتني وانتزعتني من حيرتي وعزلتي
هاهو الشوق يشدني إليك كحصان بري
جامح كنهر جارف
يشق مجراه وسط أرض اشتاقت لعناق قطرة المطر
وها أنا الأ ن أسمع (لن أنساك يا عمري )
كان لها وقع كبعث الروح في الجسد الميت
كقارب نجاة لاح من بعيد لغريق يصارع
أمواج البحر
وها هي الذكرى
ترفرف كحمام زاجل في سماء الهجر
كناقوس يدق في عالم النسيان
أما الأحلام التي رسمناها ببراءة الطفولة
فما زالت تعيش في ذاتنا
تدغدغ وجداننا
وكأنها تريد أن تقول :
أنا هنا أيها الأنسان يامن استعذبت لعبة النسيان
يامن تعزف على جراح من تحب
فطوبى لأرواح خلدت
ذكراها بالمحبة والوفاء