الــعــمــــــل : design and scientific learning عدد المساهمات : 1397الانتساب : 10/03/2010
موضوع: “مقتطف ومعنى” الجمعة 12 نوفمبر - 12:51
اقْرَأ وَ رَبُّكَ الأكْرَمُ .. أن تصنع المستحيل حينما تعلم بأن الله سيوفقك
لم أجد أفضل من الآية الكريمة “اقْرَأ وَ رَبُّكَ الأكْرَمُ” في سورة “العلق” .. كعنوان لهذا التصميم وهذه الصورة .. ويقصد بالمستحيل هو تحقيق الأهداف التي لن تذهب هباءً بفضل العلم والعمل معا رغم شدة الظروف لكن بالإخلاص والإرادة
وقد منح اتحاد وكالات الأنباء العربية جائزة أفضل صورة لعام 2007 لوكالة الأنباء السورية عن هذه الصورة التي تظهر طفلة في السابعة من عمرها منهمكة في إنجاز واجباتها المدرسية بموازاة بيعها الحلوى على أحد أرصفة شوارع دمشق ونجح المصور الشاب “وسيم خير بيك” 27 عاماً بالتقاط تلك الصورة بعد عدة محاولات كانت الطفلة ترفض فيها أن تتصور وتغطي وجهها بيديها الصغيرتين كلما أراد وسيم تصويرها وقال .. تمكنت بعد عدة مرات من التقاط هذه الصورة لها باستخدام عدسة زوم عن بعد يزيد على 30 متراً وذلك أثناء تواجدي صدفة قرب مكان جلوسها المعتاد المصور أراد أن يوصل لنا رسالة مهمة جدا ً من خلال صورته أن الإنسان بالإرادة والعمل الجاد يستطيع أن يهزم الفقر والحرمان وأطلق الاتحاد على الصورة اسم العلم والعمل وكان “وسيم” قد سماها التحدي .
يُخلق الإنسان ويموت .. ضعيفا جاهلا فقيرا ..
الإنسان يُخلق ضعيفا وجاهلا وفقيرا ويموت كما خُلق .. أي في لحظات ولادته الأولى يُخلق ضعيفا لا حول له ولا قوة ويُخلق جاهلا لا يلم بأي علم ويُخلق فقيرا حتى من الكسوة ومع مرور الوقت يكتسب عكس كل ماسبق من قوة وعلم وغنى وعندما يكبر هذا الإنسان ينتهي به الأمر كما خُلق ضعيفا هزيل الجسد وجاهلا تكاد ذاكرته شبه مفقودة وفقيرا من أدنى ماديات الدنيا .. واللون الأبيض في جهة الطفل الصغير يرمز إلى لون الفرح عند ولادة وقدوم الطفل .. أما اللون الأسود في جهة الرجل المُسن يرمز إلى الحزن بسبب المرض وانتظار الموت .
لا تيأس .. مهما قسَت عليك الدنيا
نمر في بعض الأحيان بأيام وربما أشهر تكون عصيبة بالنسبة لنا .. هذه الأيام والأشهر العصيبة تكاد تخنق الأنفس ولكن سُرعان ما نكتشف أن من بعد “العُسر يُسرا” ومن بعد طول الليل الدامس الظلام فجرا مضيء يُضيء لنا طريق الحياة من جديد .. فكانت تلك الوردة الحمراء “الإنسان” وكانت تلك الأرض القاحلة العطشى “الدُنيا” التي تكاد تتشقق لكثرة الهموم والضغوطات ولكن مازالت الوردة شامخة ونقية اللون وجميلة الرائحة رُغم كل هذه الضغوطات وذلك لأنها أيقنت من أن الفجر المضيء قادم ويُرمز بالفجر المضيء هطول الأمطار التي تحيي الأرض العطشى “الدنيا” من جديد .
الألف خطوة .. تبدأ بخطوة
أو كما في المثل القائل .. مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة
عندما تريد أن تبدأ بعمل ما وهذا العمل يتطلب الكثير من الجُهد حينها تذكر بأن هذا العمل لا يتحقق إلا ببذل ذاك الجهد لذا فعليك بتخطي الخطوة الأولى لكي تصل إلى هدفك مهما كثُر عدد الخطوات ومهما كبُر هذا الجهد .
كُن قويا كالسفينة في وسط المحيط
السفينة غالبا ما تكون وحيدة في وسط المحيط وغالبا ما تُهاجمها الرياح الشديدة ورغم هذا فهي تتحمل كل ذلك وتبقى قوية .. و الإنسان كذلك حاله كحال هذه السفينة عندما تُهاجمه شدائد وضغوطات الحياة ويكون وحيدا بمفرده ويبتعد عنه الناس رغم أمَس حاجته لهم .. ولكن بالرغم من وحدته ومن ابتعاد الناس عنه وتركه بمفرده يبقى قويا في وسط هذا المحيط الشاسع وهذه الرياح الشديدة شامخا متمسكا بقوته .
لا تستهن بقدرات الآخرين
الناس نوعان .. الضُعفاء والأقوياء ولكن ليس كل صغير ضعيف فهنالك حرب القوى ذات الحجم “الظاهر” وهناك حرب القوى ذات العقل “الباطن” .. لذا لا تحجم الآخرين ولا تقيم قدراتهم بناءً على أحجامهم المادية أو المعنوية فالعقل لا يحتاج إلى ما يكبر من شأنه فهو لا يدل على ذاته بالحجم و إنما بالفعل .. ترمز سمكة القرش إلى الأشخاص الذين ينظرون بمنظار الحجم ومنظار الشكل الظاهري دون النظر إلى الشكل الباطني مع اعتمادهم على لغة القوة الجسدية والعنف .. وترمز السمكة الذهبية إلى الأشخاص الذين ينظرون من منظار موضوعي وعقلي واستراتيجي مع اعتمادهم على ثقتهم بأنفسهم رغم صغر حجمهم المادي أو الملموس .
راقب خطواتك
في كل خطوة أو من حين لآخر لا تنسى أن تراقب خطواتك ولا تنسى أن تجلس مع نفسك لتراجع أفعالك تجاه نفسك وتجاه الآخرين لكي تُصحح كل خطأ أو لكي تعيد النظر بأمر ما حتى يكون أفضل من ذي قبل .. هذا الطائر خير دليل على الخطوات الواثقة إذ أنه يُعتبر من الطيور التي تمشي ببطء وهي تراقب خطواتها .. لنتعلم من هذا الطائر أهمية مراقبة الخطوات والتقدم في هذه الحياة برفق .
اجعل أفكارك كالمصباح المضيء .. يُضيء ويُفيد كل من حوله
عندما اخترع “أديسون” المصباح أضاء للبشرية طريقا جديدا يلتمسون به النفع .. والمصباح بحد ذاته ضوء ينير الدروب وحرارة تُدفئ القلوب لكل من حوله .. كُن أنت كهذا المصباح يُنير بعلمه وعمله دروب الآخرين من حوله و يُدفئ قُلوبهم .. المقصود بإنارة الدروب “العلم” الذي يرفع من شأن الإنسان .. والمقصود بالدفء “العمل” الذي يعود بالمال والطعام والكسوة وفي كلا الحالتين “العلم والعمل” إفادة لكل من حولك .
لا تكن ضحية للتدخين
لا يكاد أحد إلا ويعلم أضرار التدخين .. ليس الأضرار على المدخن فقط بل والأضرار على الوسط المحيط .. فالمقصود بالضحية .. التضحية بالذات أولا والتضحية بأرواح الآخرين ثانيا .. ويرمز “التبغ” المحروق المسود إلى حرق الجسد ببطء وموته من الداخل دون الشعور بأي ألم .
عش كما تشاء .. فإن لهذه الحياة نهاية
الحياة كهذه الساعة الرملية نصفها مليء والنصف الآخر فارغ وبين هذين النصفين فارق الوقت الذي هو بعدد حبات الرمل وأيامك أيها الإنسان كهذه الحبات الصغيرة تخلو بعضها البعض لتصل إلى نهاية لابد منها .. ألا وهي نهاية هذه الحياة .. لذا عش كما تشاء إما بما ترضاه الأنفس أو بما لا ترضاه الأنفس .. فأنت مُخير بعقلك وقلبك .. لكن اعلم بأن لهذه الحياة نهاية .