غزة-دنيا الوطن
قدم الأمين العام لكتلة الإخوان في مجلس الشعب المصري (البرلمان) حمدي حسن بيانا عاجلا إلى رئيس مجلس الوزراء في مجلس الشعب المصري بشأن ما وصفه ب "مصافحة حميمة" بين شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي والرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز، بكلتا يديه مصحوبة بابتسامة عريضة، في مؤتمر حوار الاديان الذي عقد في الامم المتحدة قبل أسبوعين.
واعتبر حسن في بيانه البرلماني "ما حدث اهانة بالغة للشعب المصري والعربي والاسلامي، ولكل شهداء غزة المحاصرين الآن بفعل غلق اسرائيل لجميع المعابر".
بينما طالب اقطاب العمل السياسي في مصر ورموز المعارضة بعزل شيخ الأزهر من منصبه، وطالب آخرون بتنظيم حملة شعبية تطالبه بالاستقالة، خاصة وأن المنصب الذي يجلس عليه لا يوجد له سن للتقاعد، وينتهي أما بوفاة صاحبه أو بقرار رئاسي.
وأعلن عدد من النواب من كتلة الاخوان والمستقلين والمعارضة تضامنهم مع بيان حمدي حسن ضد مصافحة شيخ الأزهر لبيريز، ووعدوا بتصعيد الموقف إلى أبعد حد.
وأكد حسن في بيانه أن "هذه المصافحة الحميمة جاءت في الوقت الذي يحاصر فيه أهالينا بقطاع بغزة، مصحوبةً بابتسامة مودة لا تخفى على المشاهد، مما سبَّب لي ولأغلب المصريين حالةً من الذهول والاشمئزاز، حيث كان من المنتظر من فضيلته أن يهُبَّ لنصرة المسلمين المُحاصَرين في غزة، وأن يقف على منبر الأزهر يحثُّ المسلمين على نصرة أهاليهم وإخوانهم في فلسطين، ويُشرف بنفسه على جمع التبرعات المادية والعينية، وأن يُسيِّر قوافل إغاثية يُشرف عليها بنفسه".
وطالب النائبُ شيخَ الأزهر بالاعتذار لكل المسلمين عن هذه المصافحة المرفوضة وغير المقبولة، ليس فقط بالكلمات المعسولة، ولكن بالمواقف الجادة لنصرة القضية ونصرة أهالي فلسطين المحاصَرين.
وأكد رئيس الكتلة البرلمانية للاخوان محمد الكتاتني أن "ما حدث يستلزم المحاكمة البرلمانية والشعبية البرلمانية ستتم هنا في البرلمان من خلال بيان حسن وتضامن بقية النواب حتي نواب الحزب الوطني لا يرضيهم أن يصدم شيخ الأزهر الشعوب العربية والاسلامية بمصافحته بيريز".
ويدافع بعض الكتاب والمفكرين في مصر عما قام به شيخ الأزهر باعتباره جاء في إطار مؤتمر عالمي لحوار الأديان الذي يهدف إلى المبادرات الطيبة والتقارب بين الأديان، ويؤكد هؤلاء على ان الرسول التقى باليهود وصافحهم وعقد معهم العهود أكثر من مرة ويدعمون كلامهم بأن الدولة اليهودية لم تخرق عهدها مع مصر.
لا أصدق الصورة
ولكن النائب المستقل جمال زهران، وهو أستاذ في العلوم السياسية محسوب علي اليسار المصري، وناشط في دعم ومقاومة التطبيع، قال إنه لا يصدق الصورة التي بثتها الوكالات لشيخ الأزهر "يصافح الرجل الذي قتل واغتصب وشرد وأحرق ونكل باخوتنا في فلسطين، وفعل ما يستوجب محاكمته بتهمة ارتكاب جرائم حرب".
وتساءل "كيف يفعلها من يجلس علي مقعد شيخ الأزهر، وهل كان من الممكن أن يفعلها أي شيخ فاضل ممن ينتمون إلى المؤسسة الأزهرية العريقة في المقاومة والتي لها باع طويل في مكافحة الاستعمار".
وأضاف زهران أن "الأزهر الذي وقف علي منبر مسجده ذات يوم جمال عبد الناصر معلنا المقاومة والتحدي للعدوان الثلاثي، ومؤكدا علي ضرورة الصمود، ها هي الأيام تدور عليه، ويجلس علي مقعده الاكبر شيخ يسلم بحرارة علي رمز من رموز الاستعمار والوحشية وفي وقت يحاصر فيه غزة، ويمنع عنها الماء والكهرباء والغاز والاطعمة، ويموت فيها الاطفال والشيوخ وتجوع فيه النساء والشباب".
واقترح القيادي بحزب العمل مجدي حسين إطلاق حملة شعبية لإقالة شيخ الأزهر قائلا ل"العربية.نت" إنه لا يجد أي مبرر لشيخ الازهر سوى أنه ينفذ تعليمات السلطة، فهو أول شيخ للأزهر لا يراعي أصول منصبه، ويعلن أنه موظف وكما هو معرف فإن الموظف ينفذ التعليمات التي تأتيه من أعلى".
وتوقع مجدي حسين أن يكون "شيخ الأزهر منفذا لتعليمات عليا، أمرته بأن يصافح بيريز بحرارة فصافحة بحرارة وبكلتا يديه".
إهانة للمسلمين
واعتبر رئيس حزب الكرامة والنائب الناصري حمدين صباحي صورة شيخ الأزهر مع شيمون بيريز بأنها أكبر إهانة للاسلام والمسلمين والأزهر الشريف.
وقال إن الشيخ طنطاوي بمافعله يفقد الثقة عند المسلمين الذين يعرفون حقيقة بيريز "قاتل الأطفال ومغتصب فلسطين".
واستطرد "عندما يتجرأ شيخ الازهر على موقعة وموقف أمته ينبغي عزله من منصبه، فالرجل يجلس على كرسي شيخ الأزهر وإذا لم يكن يعرف معنى هذا الكرسي سنخبره نحن، فالأمر لا يقبل فيه الاعتذار ولا التوضيح أو التبرير".
وأضاف صباحي"طنطاوي لم يتصرف باعتباره شيخا للأزهر، بل كملحق في السفارة أو موظف في الخارجية تجبره الظروف عل الجلوس مع الاعداء، أو الكلام معهم، ولهذا اطالب بإسقاط شيخ الازهر عن منصبه ولن نسكت في مجلس الشعب عما فعل".
مرحلة التطبيع الديني
وقال رئيس لجنة مقاومة التطبيع والقيادي بحركة كفاية المهندس أحمد بهاء الدين شعبان إن "مصافحة شيخ الازهر لبيريز تعني انهيار آخر خيوط المناعة في وجه التطبيع، خاصة بعد أن سقطت الجامعة العربية هي الأخرى بموافقتها على دخول اسرائيل معها في الاتحاد من اجل المتوسط، بهذا ندخل مرحلة التطبيع الديني
من جهته قال الأستاذ بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة عبد الصبور شاهين إن شيخ الأزهر أجل وأكبر من أن يرتكب مثل هذا الخطأ، ولا بد أن يعرف الشيخ مع من يتكلم ومع من يسلم ويتبادل وجهات النظر".
حسبنا الله ونعم الوكيل