شاهت وجوههم وازددت رونقا !!

أَرَى مُبتَغِيكَ العَيبَ أَبلَى فَأَخفَقَا
هَوَى الظَّالِمُ القَتَّاتُ في سُوءِ ظُنِّهِ
تُحِيطُ بِهِ السَّوءَاتُ مِن كُلِّ جَانِبٍ
أَرَادُوا لَكَ السَّوأَى فَشَاهَت وُجُوهُهُم
لَكَ الفَخرُ كُلُّ الفَخرِ بِالعِلمِ وَحدَهُ
إِذَا فَاخَرُوا بِالأَرضِ جَهلاً وَجَفوَةً
وَقُمْ وَاتلُ آيَ الذِّكرِ وَاصدَحْ بِسُنَّةٍ
وَجَرِّدْ حُسَامَ الصَّبرِ وَاضرِبْ بَقُوَّةٍ
وَإِن لم تَسَعْكَ الدَّارُ فَاسكُنْ قُلُوبَنَا
وَهَذِي بِلادُ اللهِ وَالأَرضُ أَرضُهُ
وَفي طَيبَةَ الإِيمَانُ يَأوِي لِمَأرِزٍ
لِذِي العِلمِ وَالإِيمَانِ وَالفِقهِ عِندَهُم
وَنَجدٌ لِبَاغِي الخَيرِ مَأوًى وَأَرضُهَا
بِأَرجَائِهَا يَبنِي الهُدَى كُلُّ مُصلِحٍ
بِهَا العَضبُ مَسلُولاً وَلِلحَقِّ غَضبَةٌ
وَتَبقَى بها الغَرَّاءُ لِلنَّاسِ مَورِدًا
وَيَصفُو بها التَّوحِيدُ عِلمًا وَمَنهَجًا
أَبِيًّا فَتِيًّا مُشرِقًا نَجمُهُ وَلا
وَإِنَّا بَني الإِسلامِ وَالدِّينُ وَاحِدٌ
تُجَمِّعُنَا مَهمَا ابتَعَدنَا عَقِيدَةٌ
إِذَا النَّاسُ أَضنَاهُم شَتَاتٌ وَفُرقَةٌ
تَنَفَّسَ فِينَا الصُّبحُ بِالحُبِّ وَانتَشَى
وَأَلفَيتَ دَوحَ الشَّامِ في الهِندِ مُثمِرًا
فَلِلهِ مَا أَصفَاهُ دِينًا وَإِن بَغَى
وَللهِ مَا أَبقَاهُ في الكون شِرعَةً

وَزَلَّت بِهِ الأَهوَاءُ سُفلاً فَمَا ارتَقَى
وَأَمسَى هَزِيلَ الفِكرِ حَيرَانَ مُملِقَا
وَحَفَّت بِكَ الأَلطَافُ وَازدَدتَ رَونَقَا
وَأَصبَحتَ مَبسُوطَ الأَسَارِيرِ مُشرِقَا
بِهِ نِلتَ بَينَ النَّاسِ قَدْرًا مُوَثَّقَا
فَثِقْ بِالَّذِي أَعلَى السَّمَاءَ وَعَلَّقَا
وَجُبهَا لِنَصرِ الحَقِّ غَربًا وَمَشرِقَا
مِنَ العِلمِ وَارقُبْ فَجرَ نَصرٍ مُحَقَّقَا
فَقَد كُنتَ بِالأَجفَانِ أَحرَى وَأَخلَقَا
وَأُمُّ القُرَى لِلدِّينِ دَارٌ وَمُلتَقَى
حَوَالَيهِ أَقوَامٌ تَآخَوا عَلَى التُّقَى
مَقَامٌ عَلَى هَامِ المَعَالي وَمُرتَقَى
تَلُمُّ مِنَ الإِسلامِ مَا قَد تَفَرَّقَا
وَيَزدَادُ نَهرُ الخَيرِ فِيهَا تَدَفُّقَا
إِذَا أُطلِقَت تُخشَى رَحَاهَا وَتُتَّقَى
نَمِيرًا وَيَقوَى الدِّينُ فِيهَا تَأَلُّقَا
وَيُلفَى رَطِيبَ الغُصنِ رَيَّانَ مُورِقَا
تَرَى الشِّركَ إِلاَّ كَالِحَ الوَجهِ مُطرِقَا
لآكَدُ مَن في الأَرضِ عَهدًا وَمَوثِقَا
وَتَرتُقُ مِنَّا كُلَّ شَملٍ تَفَتَّقَا
وَأَمسَى أَدِيمُ الوُدِّ فِيهِم مُمَزَّقَا
عَلَى غُصنِهِ طَيرُ الصَّفَاءِ وَحَلَّقَا
وَفي مَكَّةَ الجَذرُ المُتِينُ تَعَمَّقَا
عَلَيهِ مُرِيدُ السُّوءِ يَومًا وَرَنَّقَا
وَأَعلاهُ قَدْرًا في النُّفُوسِ وَأَعمَقَا