منتديات أفاميا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أهلا بك يا زائر .. لديك 0 مشاركة
 
الرئيسية1أحدث الصورالتسجيلالتسجيلدخولدردشة أبناء أفاميا

 

 من أروع ما قدم نزار قباني

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
امير الغرام
المشرف العام
المشرف العام
امير الغرام


من أروع ما قدم نزار قباني Oous10
سوريا
ذكر
الــعــمــــــل : design and scientific learning
عدد المساهمات : 1397
الانتساب : 10/03/2010
من أروع ما قدم نزار قباني Member13

من أروع ما قدم نزار قباني Empty
مُساهمةموضوع: من أروع ما قدم نزار قباني   من أروع ما قدم نزار قباني Icon_minitimeالجمعة 2 يوليو - 21:22

بسم الله الرحمن الرحيم
قبل ان أبدأ موضوع سأعطي معلومات في سطور عن نزار قباني

نزار قباني في سطور

نزار قباني دبلوماسي و شاعر عربي. ولد في دمشق (سوريا) عام 1923 من عائلة
دمشقية عريقة هي أسرة قباني ، حصل على البكالوريا من مدرسة الكلية العلمية
الوطنية بدمشق ، ثم التحق بكلية الحقوق بالجامعة السورية وتخرّج فيها عام
1945 .

يقول نزار قباني عن نشأته "ولدت في دمشق في آذار (مارس) 1923 في بيت وسيع،
كثير الماء والزهر، من منازل دمشق القديمة، والدي توفيق القباني، تاجر
وجيه في حيه، عمل في الحركة الوطنية ووهب حياته وماله لها. تميز أبي
بحساسية نادرة وبحبه للشعر ولكل ما هو جميل. ورث الحس الفني المرهف بدوره
عن عمه أبي خليل القباني الشاعر والمؤلف والملحن والممثل وباذر أول بذرة
في نهضة المسرح المصري. امتازت طفولتي بحب عجيب للاكتشاف وتفكيك الأشياء
وردها إلى أجزائها ومطاردة الأشكال النادرة وتحطيم الجميل من الألعاب بحثا
عن المجهول الأجمل. عنيت في بداية حياتي بالرسم. فمن الخامسة إلى الثانية
عشرة من عمري كنت أعيش في بحر من الألوان. أرسم على الأرض وعلى الجدران
وألطخ كل ما تقع عليه يدي بحثا عن أشكال جديدة. ثم انتقلت بعدها إلى
الموسيقى ولكن مشاكل الدراسة الثانوية أبعدتني عن هذه الهواية".

التحق بعد تخرجة بالعمل الدبلوماسي ، وتنقل خلاله بين القاهرة ، وأنقرة ،
ولندن ، ومدريد ، وبكين ، ولندن. وفي ربيع 1966 ، ترك نزار العمل
الدبلوماسي وأسس في بيروت دارا للنشر تحمل اسمه ، وتفرغ للشعر. وكانت ثمرة
مسيرته الشعرية إحدى وأربعين مجموعة شعرية ونثرية، كانت أولها " قالت لي
السمراء " 1944 .

بدأ أولاً بكتابة الشعر التقليدي ثم انتقل إلى الشعر العمودي، وساهم في
تطوير الشعر العربي الحديث إلى حد كبير. يعتبر نزار مؤسس مدرسة شعريه و
فكرية، تناولت دواوينه الأربعة الأولى قصائد رومانسية. وكان ديوان "قصائد
من نزار قباني" الصادر عام 1956 نقطة تحول في شعر نزار، حيث تضمن هذا
الديوان قصيدة "خبز وحشيش وقمر" التي انتقدت بشكل لاذع خمول المجتمع
العربي. واثارت ضده عاصفة شديدة حتى أن طالب رجال الدين في سوريا بطرده من
الخارجية وفصله من العمل الدبلوماسي. تميز قباني أيضاً بنقده السياسي
القوي، من أشهر قصائده السياسية "هوامش على دفتر النكسة" 1967 التي تناولت
هزيمة العرب على أيدي إسرائيل في نكسة حزيران. من أهم أعماله "حبيبتي"
(1961)، "الرسم بالكلمات" (1966) و"قصائد حب عربية" (1993).

كان لانتحار شقيقته التي أجبرت على الزواج من رجل لم تحبه، أثر كبير في
حياته, قرر بعدها محاربة كل الاشياء التي تسببت في موتها. عندما سؤل نزار
قبانى اذا كان يعتبر نفسة ثائراً, أجاب الشاعر :" ان الحب في العالم
العربي سجين و أنا اريد تحريرة، اريد تحرير الحس و الجسد العربي بشعري، أن
العلاقة بين الرجل و المرأة في مجتمعنا غير سليمة".

تزوّج نزار قباني مرتين، الأولى من ابنة عمه "زهراء آقبيق" وأنجب منها
هدباء و وتوفيق . و الثانية عراقية هي "بلقيس الراوي" و أنجب منها عُمر و
زينب . توفي ابنه توفيق و هو في السابعة عشرة من عمرة مصاباً بمرض القلب و
كانت وفاتة صدمة كبيرة لنزار، و قد رثاة في قصيدة إلى الأمير الدمشقي
توفيق قباني. وفي عام 1982 قُتلت بلقيس الراوي في انفجار السفارة العراقية
ببيروت، وترك رحيلها أثراً نفسياً سيئاً عند نزار ورثاها بقصيدة شهيرة
تحمل اسمها بلقيس ..

بعد مقتل بلقيس ترك نزار بيروت وتنقل في باريس وجنيف حتى استقر به المقام
في لندن التي قضى بها الأعوام الخمسة عشر الأخيرة من حياته . ومن لندن كان
نزار يكتب أشعاره ويثير المعارك والجدل ..خاصة قصائده السياسة خلال فترة
التسعينات مثل : متى يعلنون وفاة العرب؟؟ ، و المهرولون .

وافته المنية في لندن يوم 30/4/1998 عن عمر يناهز 75 عاما قضى منها اكثر من 50 عاماً في الحب و السياسة و الثوره .

والآن نبدأ مع اجمل قصائدك يا نزار يا من عشقك الملايين
الأهداء
إلى نور عيني
بحثت عنك ... طويلاً بحثت
في جميع الأزقة... و شوراع شيكاغو
سألت عنك ... كثيراً سألت
ان تكوني بقربي كل يوم تمنيت
و حلمت اني بين ذراعيك ارتميت
وفي ليل شعرك غفوت
فتحت الباب و في لحظة عرفت
انك انت ... من اردت
انك الانثى التي احببت
الى نور عيوني ... اهديك الثلج و النار ... أهديك السكون و الإعصار
حبيبتي هي القانون
أيتها الأنثى التي في صوتها
تمتزج الفضة . . بالنبيذ . . بالأمطار
ومن مرايا ركبتيها يطلع النهار
ويستعد العمر للإبحار
أيتها الأنثى التي
يختلط البحر بعينيها مع الزيتون
يا وردتي
ونجمتي
وتاج رأسي
ربما أكون
مشاغبا . . أو فوضوي الفكر
أو مجنون
إن كنت مجنونا . . وهذا ممكن
فأنت يا سيدتي
مسؤولة عن ذلك الجنون
أو كنت ملعونا وهذا ممكن
فكل من يمارس الحب بلا إجازة
في العالم الثالث
يا سيدتي ملعون
فسامحيني مرة واحدة
إذا انا خرجت عن حرفية القانون
فما الذي أصنع يا ريحانتي ؟
إن كان كل امرأة أحببتها
صارت هي القانون
القصيدة الدمشقية
هذي دمشقُ.. وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحـبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ.. لو شرحتمُ جسدي
لسـالَ منهُ عناقيـدٌ.. وتفـّاحُ
و لو فتحـتُم شراييني بمديتكـم
سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ.. تشفي بعضَ من عشقوا
وما لقلـبي –إذا أحببـتُ- جـرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكـي إذ تعانقـني
و للمـآذنِ.. كالأشجارِ.. أرواحُ
للياسمـينِ حقـوقٌ في منازلنـا..
وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتـاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنـا
فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ
ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ و لمـاحُ
هنا جذوري.. هنا قلبي... هنا لغـتي
فكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضاحُ؟
كم من دمشقيةٍ باعـت أسـاورَها
حتّى أغازلها... والشعـرُ مفتـاحُ
أتيتُ يا شجرَ الصفصافِ معتذراً
فهل تسامحُ هيفاءٌ ..ووضّـاحُ؟
خمسونَ عاماً.. وأجزائي مبعثرةٌ..
فوقَ المحيطِ.. وما في الأفقِ مصباحُ
تقاذفتني بحـارٌ لا ضفـافَ لها..
وطاردتني شيـاطينٌ وأشبـاحُ
أقاتلُ القبحَ في شعري وفي أدبي
حتى يفتّـحَ نوّارٌ... وقـدّاحُ
ما للعروبـةِ تبدو مثلَ أرملةٍ؟
أليسَ في كتبِ التاريخِ أفراحُ؟
والشعرُ.. ماذا سيبقى من أصالتهِ؟
إذا تولاهُ نصَّـابٌ ... ومـدّاحُ؟
وكيفَ نكتبُ والأقفالُ في فمنا؟
وكلُّ ثانيـةٍ يأتيـك سـفّاحُ؟
حملت شعري على ظهري فأتعبني
ماذا من الشعرِ يبقى حينَ يرتاحُ؟
رسالة من سيدة حاقدة
لا تدخلي

وسددت في وجهي الطريق بمرفقيك … وزعمت لي …

أن الرفاق أتوا إليك … أهم الرفاق أتوا إليك

أم أن سيدةً لديك … تحتل بعدي ساعديك ؟

وصرخت محتدماً : قفي ! والريح … تمضغ معطفي …

والذل يكسو موقفي … لا تعتذر يا نذل لا تتأسف

أنا لست آسفةً عليك … لكن على قلبي الوفي

قلبي الذي لم تعرف … ماذا لو انك يا دني … أخبرتني

أني انتهى أمري لديك … فجميع ما وشوشتني

أيام كنت تحبني … من أنني …

بيت الفراشة مسكني … وغدي انفراط السوسن

أنكرته أصلاً كما أنكرتني …

لا تعتذر …

فالإثم … يحصد حاجبيك وخطوط أحمرها تصيح بوجنتيك

ورباطك … المشدوه … يفضح

ما لديك … ومن لديك

يا من وقفت دمي عليك

وذللتني ونفضتني

كذبابةٍ عن عارضيك

ودعوت سيدةً إليك ………… وأهنتني

من بعد ما كنت الضياء بناظريك …

إني أراها في جوار الموقد … أخذت هنالك مقعدي …

في الركن … ذات المقـعد …

وأراك تمنحها يداً … مثلوجةً … ذات اليد …

ستردد القصص التي أسمعتني …

ولسوف تخبرها بما أخبرتني …

وسترفع الكأس التي جرعتني …

كأساً بها سممتني

حتى إذا عادت إليك … لترود موعدها الهني …

أخبرتها أن الرفاق أتوا إليك …

وأضعت رونقها كما ضيعتني …
جسمك خارطتي

زيديني عشقاً.. زيديني

يا أحلى نوبات جنوني

يا سفر الخنجر في أنسجتي

يا غلغلة السكين..

زيديني غرقاً يا سيدتي

إن البحر يناديني

زيديني موتاً..

عل الموت، إذا يقتلني، يحييني..

جسمك خارطتي.. ما عادت

خارطة العالم تعنيني..

أنا أقدم عاصمةٍ للحب

وجرحي نقشٌ فرعوني

وجعي.. يمتد كبقعة زيتٍ

من بيروت.. إلى الصين

وجعي قافلةٌ.. أرسلها

خلفاء الشام.. إلى الصين

في القرن السابع للميلاد

وضاعت في فم تنين

عصفورة قلبي، نيساني

يا رمل البحر، ويا غابات الزيتون

يا طعم الثلج، وطعم النار..

ونكهة شكي، ويقيني

أشعر بالخوف من المجهول.. فآويني

أشعر بالخوف من الظلماء.. فضميني

أشعر بالبرد.. فغطيني

إحكي لي قصصاً للأطفال

وظلي قربي..

غنيني..

فأنا من بدء التكوين

أبحث عن وطنٍ لجبيني..

عن حب امرأة..

يكتبني فوق الجدران.. ويمحيني

عن حب امرأةٍ.. يأخذني

لحدود الشمس..

نوارة عمري، مروحتي

قنديلي، بوح بساتيني

مدي لي جسراً من رائحة الليمون..

وضعيني مشطاً عاجياً

في عتمة شعرك.. وانسيني

أنا نقطة ماءٍ حائرةٌ

بقيت في دفتر تشرين

زيديني عشقاً زيديني

يا أحلى نوبات جنوني

من أجلك أعتقت نسائي

وتركت التاريخ ورائي

وشطبت شهادة ميلادي

وقطعت جميع شراييني...

القبلة الأولى
عامان .. مرا عليها يا مقبلتي

وعطرها لم يزل يجري على شفتي

كأنها الآن .. لم تذهب حلاوتها

ولا يزال شذاها ملء صومعتي

إذ كان شعرك في كفي زوبعة

وكأن ثغرك أحطابي .. وموقدتي

قولي. أأفرغت في ثغري الجحيم وهل

من الهوى أن تكوني أنت محرقتي

لما تصالب ثغرانا بدافئة

لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

تروي الحكايات أن الثغر معصية

حمراء .. إنك قد حببت معصيتي

ويزعم الناس أن الثغر ملعبها

فما لها التهمت عظمي وأوردتي؟

يا طيب قبلتك الأولى .. يرف بها

شذا جبالي .. وغاباتي .. وأوديتي

ويا نبيذية الثغر الصبي .. إذا

ذكرته غرقت بالماء حنجرتي..

ماذا على شفتي السفلى تركت .. وهل

طبعتها في فمي الملهوب .. أم رئتي؟

لم يبق لي منك .. إلا خيط رائحة

يدعوك أن ترجعي للوكر .. سيدتي

ذهبت أنت لغيري .. وهي باقية

نبعا من الوهج .. لم ينشف .. ولم يمت

تركتني جائع الأعصاب .. منفردا

أنا على نهم الميعاد .. فالتفتي

هرة

كنت أعدو في غابة اللوز .. لما قال عني، أماه، إني حلوة
وعلى سالفي .. غفا زر ورد وقميص تفلتت منه عروة
قال ما قال .. فالقميص جحيم فوق صدري، والثوب يقطر نشوة
قال لي : مبسمي وريقة توت ولقد قال إن صدري ثروة
وروى لي عن ناهدي حكايا.. فهما جدولا نبيذ وقهوة
وهما دورقا رحيق ونور وهما ربوة تعانق ربوة..
أأنا حلوة؟ وأيقظ أنثى في عروقي ، وشق للنور كوه
إن في صوته قرارا رخيما وبأحداقه .. بريق النبوة
جبهة حرة .. كما انسرح النور وثغر فيه اعتداد وقسوة
يغصب القبلة اغتصابا .. وأرضي وجميل أن يؤخذ الثغر عنوة
ورددت الجفون عنه .. حياء وحياء النساء للحب دعوة
تستحي مقلتي .. ويسأل طهري عن شذاه .. كأن للطهر شهوة
أنت .. لن تنكري على احتراقي كلنا .. في مجامر النار نسوه

الى صديقة جديدة

ودعتك الأمس ، و عدت وحدي

مفكراً ببوحك الأخير

كتبت عن عينيك ألف شيءٍ

كتبت بالضوء و بالعبير

كتبت أشياء بدون معنى

جميعها مكتوبة ٌ بنور

من أنت . . من رماك في طريقي ؟

من حرك المياه في جذوري ؟

و كان قلبي قبل أن تلوحي

مقبرةً ميتة الزهور

مشكلتي . . أني لست أدري

حداً لأفكاري و لا شعوري

أضعت تاريخي ، و أنت مثلي

بغير تاريخٍ و لا مصير

محبتي نار ٌ فلا تجني

لا تفتحي نوافذ السعير

أريد أن أقيك من ضلالي

من عالمي المسمم العطور

هذا أنا بكل سيئاتي

بكل ما في الأرض من غرور

كشفت أوراقي فلا تراعي

لن تجدي أطهر من شروري

للحسن ثوراتٌ فلا تهابي

و جربي أختاه أن تثوري

و لتثقي مهما يكن بحبي

فإنه أكبر من كبير

دكتوراة شرف في كيمياء الحجريرمي حجراً..

أو حجرين.

يقطع أفعى إسرائيل إلى نصفين

يمضغ لحم الدبابات،

ويأتينا..

من غير يدين..

في لحظاتٍ..

تظهر أرضٌ فوق الغيم،

ويولد وطنٌ في العينين

في لحظاتٍ..

تظهر حيفا.

تظهر يافا.

تأتي غزة في أمواج البحر

تضيء القدس،

كمئذنةٍ بين الشفتين..

يرسم فرساً..

من ياقوت الفجر..

ويدخل..

كالإسكندر ذي القرنين.

يخلع أبواب التاريخ،

وينهي عصر الحشاشين،

ويقفل سوق القوادين،

ويقطع أيدي المرتزقين،

ويلقي تركة أهل الكهف،

عن الكتفين..

في لحظاتٍ..

تحبل أشجار الزيتون،

يدر حليبٌ في الثديين..

يرسم أرضاً في طبريا

يزرع فيها سنبلتين

يرسم بيتاً فوق الكرمل،

يرسم أماً.. تطحن بناً عند الباب،

وفنجانين..

وفي لحظاتٍ.. تهجم رائحة الليمون،

ويولد وطنٌ في العينين

يرمي قمراً من عينيه السوداوين،

وقد يرمي قمرين..

يرمي قلماً.

يرمي كتباً.

يرمي حبراً.

يرمي صمغاً.

يرمي كراسات الرسم

وفرشاة الألوان

تصرخ مريم: "يا ولداه.."

وتأخذه بين الأحضان.

يسقط ولدٌ

في لحظاتٍ..

يولد آلاف الصبيان

يكسف قمرٌ غزاويٌ

في لحظاتٍ...

يطلع قمرٌ من بيسان

يدخل وطنٌ للزنزانة،

يولد وطنٌ في العينين..

ينفض عن نعليه الرمل..

ويدخل في مملكة الماء.

يفتح نفقاً آخر.

يبدع زمناً آخر.

يكتب نصاً آخر.

يكسر ذاكرة الصحراء.

يقتل لغةً مستهلكةً

منذ الهمزة.. حتى الياء..

يفتح ثقباً في القاموس،

ويعلن موت النحو.. وموت الصرف..

وموت قصائدنا العصماء..

يرمي حجراً.

يبدأ وجه فلسطينٍ

يتشكل مثل قصيدة شعر..

يرمي الحجر الثاني

تطفو عكا فوق الماء قصيدة شعر

يرمي الحجر الثالث

تطلع رام الله بنفسجةً من ليل القهر

يرمي الحجر العاشر

حتى يظهر وجه الله..

ويظهر نور الفجر..

يرمي حجر الثورة

حتى يسقط آخر فاشستي

من فاشست العصر

يرمي..

يرمي..

يرمي..

حتى يقلع نجمة داوودٍ

بيديه،

ويرميها في البحر..

تسأل عنه الصحف الكبرى:

أي نبيٍ هذا القادم من كنعان؟

أي صبيٍ؟

هذا الخارج من رحم الأحزان؟

أي نباتٍ أسطوريٍ

هذا الطالع من بين الجدران؟

أي نهورٍ من ياقوتٍ

فاضت من ورق القرآن؟

يسأل عنه العرافون.

ويسأل عته الصوفيون.

ويسأل عنه البوذيون.

ويسأل عنه ملوك الأنس،

ويسأل عنه ملوك الجان.

من هو هذا الولد الطالع

مثل الخوخ الأحمر..

من شجر النسيان؟

من هو هذا الولد الطافش

من صور الأجداد..

ومن كذب الأحفاد..

ومن سروال بني قحطان؟

من هو هذا الولد الباحث

عن أزهار الحب..

وعن شمس الإنسان؟

من هو هذا الولد المشتعل العينين..

كآلهة اليونان؟

يسأل عنه المضطهدون..

ويسأل عنه المقموعون.

ويسأل عنه المنفيون.

وتسأل عنه عصافيرٌ خلف القضبان.

من هو هذا الآتي..

من أوجاع الشمع..

ومن كتب الرهبان؟

من هو هذا الولد

التبدأ في عينيه..

بدايات الأكوان؟

من هو؟

هذا الولد الزارع

قمح الثورة..

في كل مكان؟

يكتب عنه القصصيون،

ويروي قصته الركبان.

من هو هذا الطفل الهارب من شلل الأطفال،

ومن سوس الكلمات؟

من هو؟

هذا الطافش من مزبلة الصبر..

ومن لغة الأموات؟

تسأل صحف العالم،

كيف صبيٌ مثل الوردة..

يمحو العالم بالممحاة؟؟

تسأل صحفٌ في أمريكا

كيف صبيٌ غزاويٌ،

حيفاويٌ،

عكاويٌ،

نابلسيٌ،

يقلب شاحنة التاريخ،

ويكسر بللور التوراة؟؟؟

قصيدة الحزن

علمني حبك ..أن أحزن

و أنا محتاج منذ عصور

لامرأة تجعلني أحزن

لامرأة أبكي بين ذراعيها

مثل العصفور..

لامرأة.. تجمع أجزائي

كشظايا البللور المكسور

***

علمني حبك.. سيدتي

أسوء عادات

علمني أفتح فنجاني

في الليلة ألاف المرات..

و أجرب طب العطارين..

و أطرق باب العرافات..

علمني ..أخرج من بيتي..

لأمشط أرصفة الطرقات

و أطارد وجهك..

في الأمطار ، و في أضواء السيارات..

و أطارد طيفك..

حتى .. حتى ..

في أوراق الإعلانات ..

علمني حبك..

كيف أهيم على وجهي..ساعات

بحثا عن شعر غجري

تحسده كل الغجريات

بحثا عن وجه ٍ..عن صوتٍ..

هو كل الأوجه و الأصوات

***

أدخلني حبك.. سيدتي

مدن الأحزان..

و أنا من قبلك لم أدخل

مدن الأحزان..

لم أعرف أبداً..

أن الدمع هو الإنسان

أن الإنسان بلا حزنٍ

ذكرى إنسان..

***

علمني حبك..

أن أتصرف كالصبيان

أن أرسم وجهك ..

بالطبشور على الحيطان..

و على أشرعة الصيادين

على الأجراس..

على الصلبان

علمني حبك..

كيف الحب يغير خارطة الأزمان..

علمني أني حين أحب..

تكف الأرض عن الدوران

علمني حبك أشياءً..

ما كانت أبداً في الحسبان

فقرأت أقاصيص الأطفال..

دخلت قصور ملوك الجان

و حلمت بأن تتزوجني

بنت السلطان..

تلك العيناها .. أصفى من ماء الخلجان

تلك الشفتاها.. أشهى من زهر الرمان

و حلمت بأني أخطفها

مثل الفرسان..

و حلمت بأني أهديها

أطواق اللؤلؤ و المرجان..

علمني حبك يا سيدتي, ما الهذيان

علمني كيف يمر العمر..

و لا تأتي بنت السلطان..

***

علمني حبك..

كيف أحبك في كل الأشياء

في الشجر العاري..

في الأوراق اليابسة الصفراء

في الجو الماطر.. في الأنواء..

في أصغر مقهى..

نشرب فيه، مساءً، قهوتنا السوداء..

علمني حبك أن آوي..

لفنادق ليس لها أسماء

و كنائس ليس لها أسماء

و مقاهٍ ليس لها أسماء

علمني حبك..

كيف الليل يضخم أحزان الغرباء..

علمني..كيف أرى بيروت

إمرأة..طاغية الإغراء..

إمراةً..تلبس كل كل مساء

أجمل ما تملك من أزياء

و ترش العطر.. على نهديها

للبحارة..و الأمراء..

علمني حبك ..

أن أبكي من غير بكاء

علمني كيف ينام الحزن

كغلام مقطوع القدمين..

في طرق (الروشة) و (الحمراء)..

***

علمني حبك أن أحزن..

و أنا محتاج منذ عصور

لامرأة.. تجعلني أحزن

لامرأة.. أبكي بين ذراعيها..

مثل العصفور..

لامرأة تجمع أجزائي..

كشظايا البللور المكسور..

ثقافتنا

فقاقيع من الصابون والوحل

فمازالت بداخلنا

"رواسب من " أبي جهل

ومازلنا

نعيش بمنطق المفتاح والقفل

نلف نساءنا بالقطن

ندفنهن في الرمل

ونملكهن كالسجاد

كالأبقار في الحقل

ونهذا من قوارير

بلا دين ولا عقل

ونرجع أخر الليل

نمارس حقنا الزوجي كالثيران والخيل

نمارسه خلال دقائق خمسه

بلا شوق ... ولا ذوق

ولا ميل

نمارسه .. كالات

تؤدي الفعل للفعل

ونرقد بعدها موتى

ونتركهن وسط النار

وسط الطين والوحل

قتيلات بلا قتل

بنصف الدرب نتركهن

يا لفظاظة الخيل

قضينا العمر في المخدع

وجيش حريمنا معنا

وصك زواجنا معنا

وقلنا : الله قد شرع

ليالينا موزعه

على زوجاتنا الأربع

هنا شفه

هنا ساق

هنا ظفر

هنا إصبع

كأن الدين حانوت

فتحناه لكي نشبع

تمتعنا " بما أيماننا ملكت "

وعشنا من غرائزنا بمستنقع

وزورنا كلام الله

بالشكل الذي ينفع

ولم نخجل بما نصنع

عبثنا في قداسته

نسينا نبل غايته

ولم نذكر

سوى المضجع

ولم نأخذ سوى

زوجاتنا الأربع

كلمااااااااااااااااااااااااااااااااااات

يسمعني حين يراقصني


كلمات ليست كالكلمات


يأخذنيمن تحت ذراعي


يزرعني في احدي الغيمات


والمطر الأسود في عيني يتساقط زخات .. زخات


يحملني معه يحملني


لمساء وردي الترقات


وأنا كالطفلة في يده كالريشة تحملها النسمات


يهديني شمسا.. يهديني صيفاوقطع سنونات


يخبرني ..أني تحفته وأساوي آلاف النجمات


وبأني كنز وبأني أجمل ما شاهد من لوحات


أسألك الرحيلا

لنفترق قليلا..

لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي

وخيرنا..

لنفترق قليلا

لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي

أريدُ أن تكرهني قليلا

بحقِّ ما لدينا..

من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا..

بحقِّ حُبٍّ رائعٍ..

ما زالَ منقوشاً على فمينا

ما زالَ محفوراً على يدينا..

بحقِّ ما كتبتَهُ.. إليَّ من رسائلِ..

ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي..

وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي

بحقِّ ذكرياتنا

وحزننا الجميلِ وابتسامنا

وحبنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا

أكبرَ من شفاهنا..

بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا

أسألكَ الرحيلا

لنفترق أحبابا..

فالطيرُ في كلِّ موسمٍ..

تفارقُ الهضابا..

والشمسُ يا حبيبي..

تكونُ أحلى عندما تحاولُ الغيابا

كُن في حياتي الشكَّ والعذابا

كُن مرَّةً أسطورةً..

كُن مرةً سرابا..

وكُن سؤالاً في فمي

لا يعرفُ الجوابا

من أجلِ حبٍّ رائعٍ

يسكنُ منّا القلبَ والأهدابا

وكي أكونَ دائماً جميلةً

وكي تكونَ أكثر اقترابا

أسألكَ الذهابا..

لنفترق.. ونحنُ عاشقان..

لنفترق برغمِ كلِّ الحبِّ والحنان

فمن خلالِ الدمعِ يا حبيبي

أريدُ أن تراني

ومن خلالِ النارِ والدُخانِ

أريدُ أن تراني..

لنحترق.. لنبكِ يا حبيبي

فقد نسينا

نعمةَ البكاءِ من زمانِ

لنفترق..

كي لا يصيرَ حبُّنا اعتيادا

وشوقنا رمادا..

وتذبلَ الأزهارُ في الأواني..

كُن مطمئنَّ النفسِ يا صغيري

فلم يزَل حُبُّكَ ملء العينِ والضمير

ولم أزل مأخوذةً بحبكَ الكبير

ولم أزل أحلمُ أن تكونَ لي..

يا فارسي أنتَ ويا أميري

لكنني.. لكنني..

أخافُ من عاطفتي

أخافُ من شعوري

أخافُ أن نسأمَ من أشواقنا

أخاف من وِصالنا..

أخافُ من عناقنا..

فباسمِ حبٍّ رائعٍ

أزهرَ كالربيعِ في أعماقنا..

أضاءَ مثلَ الشمسِ في أحداقنا

وباسم أحلى قصةٍ للحبِّ في زماننا

أسألك الرحيلا..

حتى يظلَّ حبنا جميلا..

حتى يكون عمرُهُ طويلا..

أسألكَ الرحيلا..

خمس رسائل إلى أمي

صباحُ الخيرِ يا حلوه..

صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه

مضى عامانِ يا أمّي

على الولدِ الذي أبحر

برحلتهِ الخرافيّه

وخبّأَ في حقائبهِ

صباحَ بلادهِ الأخضر

وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر

وخبّأ في ملابسهِ

طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر

وليلكةً دمشقية..

أنا وحدي..

دخانُ سجائري يضجر

ومنّي مقعدي يضجر

وأحزاني عصافيرٌ..

تفتّشُ –بعدُ- عن بيدر

عرفتُ نساءَ أوروبا..

عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ

عرفتُ حضارةَ التعبِ..

وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر

ولم أعثر..

على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر

وتحملُ في حقيبتها..

إليَّ عرائسَ السكّر

وتكسوني إذا أعرى

وتنشُلني إذا أعثَر

أيا أمي..

أيا أمي..

أنا الولدُ الذي أبحر

ولا زالت بخاطرهِ

تعيشُ عروسةُ السكّر

فكيفَ.. فكيفَ يا أمي

غدوتُ أباً..

ولم أكبر؟

صباحُ الخيرِ من مدريدَ

ما أخبارها الفلّة؟

بها أوصيكِ يا أمّاهُ..

تلكَ الطفلةُ الطفله

فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي..

يدلّلها كطفلتهِ

ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ

ويسقيها..

ويطعمها..

ويغمرها برحمتهِ..

.. وماتَ أبي

ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ

وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ

وتسألُ عن عباءتهِ..

وتسألُ عن جريدتهِ..

وتسألُ –حينَ يأتي الصيفُ-

عن فيروزِ عينيه..

لتنثرَ فوقَ كفّيهِ..

دنانيراً منَ الذهبِ..

سلاماتٌ..

سلاماتٌ..

إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة

إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة"

إلى تختي..

إلى كتبي..

إلى أطفالِ حارتنا..

وحيطانٍ ملأناها..

بفوضى من كتابتنا..

إلى قططٍ كسولاتٍ

تنامُ على مشارقنا

وليلكةٍ معرشةٍ

على شبّاكِ جارتنا

مضى عامانِ.. يا أمي

ووجهُ دمشقَ،

عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا

يعضُّ على ستائرنا..

وينقرنا..

برفقٍ من أصابعنا..

مضى عامانِ يا أمي

وليلُ دمشقَ

فلُّ دمشقَ

دورُ دمشقَ

تسكنُ في خواطرنا

مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا

كأنَّ مآذنَ الأمويِّ..

قد زُرعت بداخلنا..

كأنَّ مشاتلَ التفاحِ..

تعبقُ في ضمائرنا

كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ

جاءت كلّها معنا..

أتى أيلولُ يا أماهُ..

وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ

ويتركُ عندَ نافذتي

مدامعهُ وشكواهُ

أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟

أينَ أبي وعيناهُ

وأينَ حريرُ نظرتهِ؟

وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟

سقى الرحمنُ مثواهُ..

وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ..

وأين نُعماه؟

وأينَ مدارجُ الشمشيرِ..

تضحكُ في زواياهُ

وأينَ طفولتي فيهِ؟

أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ

وآكلُ من عريشتهِ

وأقطفُ من بنفشاهُ

دمشقُ، دمشقُ..

يا شعراً

على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ

ويا طفلاً جميلاً..

من ضفائره صلبناهُ

جثونا عند ركبتهِ..

وذبنا في محبّتهِ

إلى أن في محبتنا قتلناهُ...

إغضب !!

إغضبْ كما تشاءُ..

واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ

حطّم أواني الزّهرِ والمرايا

هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا..

فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ..

كلُّ ما تقولهُ سواءُ..

فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي

نحبّهمْ.. مهما لنا أساؤوا..

إغضبْ!

فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ

إغضب!

فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ..

كنْ عاصفاً.. كُنْ ممطراً..

فإنَّ قلبي دائماً غفورُ

إغضب!

فلنْ أجيبَ بالتحدّي

فأنتَ طفلٌ عابثٌ..

يملؤهُ الغرورُ..

وكيفَ من صغارها..

تنتقمُ الطيورُ؟

إذهبْ..

إذا يوماً مللتَ منّي..

واتهمِ الأقدارَ واتّهمني..

أما أنا فإني..

سأكتفي بدمعي وحزني..

فالصمتُ كبرياءُ

والحزنُ كبرياءُ

إذهبْ..

إذا أتعبكَ البقاءُ..

فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ..

والأعين الخضراء والسوداء

وعندما تريد أن تراني

وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني..

فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ..

فأنتَ في حياتيَ الهواءُ..

وأنتَ.. عندي الأرضُ والسماءُ..

إغضبْ كما تشاءُ

واذهبْ كما تشاءُ

واذهبْ.. متى تشاءُ

لا بدَّ أن تعودَ ذاتَ يومٍ

وقد عرفتَ ما هوَ الوفاءُ...

مورفين !!

اللفظةُ طابةُ مطّاطٍ..

يقذفُها الحاكمُ من شُرفتهِ للشارعْ..

ووراءَ الطابةِ يجري الشعبُ

ويلهثُ.. كالكلبِ الجائعْ..

اللفظةُ، في الشرقِ العربيِّ

أرجوازٌ بارعْ

يتكلَّمُ سبعةَ ألسنةٍ..

ويطلُّ بقبّعةٍ حمراءْ

ويبيعُ الجنّةَ للبسطاءْ

وأساورَ من خرزٍ لامعْ

ويبيعُ لهمْ..

فئراناً بيضاً.. وضفادعْ

اللفظةُ جسدٌ مهترئٌ

ضاجعهُ كتابٌ، والصحفيُّ

وضاجعهُ شيخُ الجامعْ..

اللفظةُ إبرةُ مورفينٍ

يحقنُها الحاكمُ للجمهورِ..

منَ القرنِ السابعْ

اللفظةُ في بلدي امرأةٌ

تحترفُ الفحشَ..

منَ القرنِ السابعْ..

أنا مع الإرهاب
متهمون نحن بالإرهاب

إن نحن دافعنا عن بكل جرأة

عن شعر بلقيس ...

وعن شفاة ميسون ...

وعن هند ... وعن دعد ...

وعن لبنى ... وعن رباب ...

عن مطر الكحل الذي

ينزل كالوحي من الأهداب !!

لن تجدوا في حوزتي

قصيدة سرية ...

أو لغة سرية ...

أو كتبا سرية أسجنها في داخل

الأبواب

وليس عندي أبدا قصيدة واحدة

تسير في الشارع وهي ترتدي

الحجاب

****

متهمون نحن بالإرهاب

أذا كتبنا عن بقايا وطن ...

مخلع ... مفكك مهترئ

أشلاؤه تناثرت أشلاء ...

عن وطن يبحث عن عنوانه ...

وأمة ليس لها سماء !!

***

عن وطن .. لم يبق من أشعاره

العظيمة الأولى ...

سوى قصائد الخنساء !!

***

عن وطن لم يبق في آفاقه

حرية حمراء .. أو زرقاء ... أو

صفراء ...

***

عن وطن ... يمنعنا ان نشتري

الجريدة

أو نسمع الأنباء ...

عن وطن ... كل العصافير به

ممنوعة دوما من الغناء ...

عن وطن ...

كتابه تعودوا أن يكتبوا

من شدة الرعب ...

على الهواء !!

***

عن وطن يشبه حال الشعر في

بلادنا

فهو كلام سائب ...

مرتجل ...

مستورد...

وأعجمي الوجه واللسان ...

فما له بداية ...

ولا له نهاية ...

ولا له علاقة بالناس ... أو

بالأرض ...

أو بمأزق الإنسان !!

***

عن وطن ...

يمشي إلى مفاوضات السلم

دونما كرامة ...

ودونما حذاء !!

***

عن وطن رجاله بالوا على

أنفسهم خوفا ...

ولم يبق سوى النساء !!

***

الملح ... في عيوننا ...

والملح في شفاهنا..

والملح ... في كلامنا

فهل يكون القحط في نفوسنا

إرثا أتانا من بني قحطان ؟؟

لم يبق في أمتنا معاوية ...

ولا أبو سفيان ...

لم يبق من يقول (لا) ...

في وجه من تنازلوا

عن بيتنا .. وخبزنا .. وزيتنا ...

وحولوا تاريخنا الزاهي...

إلى دكان !!

***

لم يبق في حياتنا قصيدة ...

ما فقدت عفافها ...

في مضجع السلطان...

**

لقد تعودنا على هواننا ..

ماذا من الإنسان يبقى ...

حين يعتاد الهوان؟؟

**

عن أسامة بن منقذ ...

وعقبة بن نافع ...

عن عمر ... عن حمزة ...

عن خالد يزحف نحو الشام ...

ابحث عن معتصم بالله ...

حتى ينقذ النساء من وحشية

السبي ...

ومن ألسنة النيران !!

ابحث عن رجال آخر

الزمان...

فلا أرى في الليل إلا قططا

مذعورة ...

تخشى علي أرواحها ...

من سلطة الفئران !!

***

هل العمي القومي ...قد أصابنا

وهو أبكم ؟

أم نحن نشكو من عمى الألوان

**

متهمون نحن بالإرهاب ...

أذا رفضنا موتنا ...

بجرافات إسرائيل ...

تنكش في ترابنا ...

تنكش في تاريخنا ...

تنكش في إنجيلنا ...

تنكش في قرآننا ...

تنكش في تراب أنبيائنا ...

إن كان هذا ذنبنا

ما أجمل الإرهاب ....

***

متهمون نحن بالإرهاب ...

إذا رفضنا محونا ....

على يد المغول ... واليهود

... والبرابرة ...

إذا رمينا حجرا ...

على زجاج مجلس الأمن الذي

استولى عليه القياصرة !!

***

متهمون نحن بالإرهاب ...

إذارفضنا أن نفاوض الذئب

وأن نمد كفنا لعاهرة !!

**

أمريكا ...

ضد ثقافات البشر...

وهي بلا ثقافة ...

ضد حضارات الحضر

وهي بلا حضارة

أمريكا ...

بناية عملاقة

ليس لها حيطان !!

***

متهمون نحن بالإرهاب ...

إذا رفضنا زمنا

صارت به أمريكا

المغرورة ... الغنية ... القوية

مترجما محلفا ...

للغة العبرية !!

**

متهمون نحن بالإرهاب ...

إذا رمينا وردة ...

للقدس ...

للخليل ...

أو لغزة ...

والناصرة ...

إذا حملنا الخبز والماء ...

إلى طروادة المحاصرة ...

*

متهمون نحن بالإرهاب ...

إذا رفعنا صوتنا

ضد كل الشعوبيين من قادتنا ...

وكل من قد غيروا سروجهم ...

وانتقلوا من وحدويين ...

إلى سماسرة !!

***

إذا اقترفنا مهنة الثقافة ...

إذا تمردنا على أوامر

الخليفة

العظيم .. والخلافة ...

إذا قرأنا كتبا في الفقه

... والسياسة ...

إذا ذكرنا ربنا تعالى...

إذا تلونا (سورة الفتح) ..

وأصغينا إلى خطبة يوم الجمعة

فنحن ضالعون في الإرهاب !!

متهمون نحن بالإرهاب ...

إن نحن دافعنا عن الأرض

وعن كرامة التراب

إذا تمردنا على اغتصاب الشعب

واغتصابنا ...

إذاحمينا آخر النخيل في

صحرائنا ...

وآخر النجوم في سمائنا ...

وآخرالحروف في أسمائنا ...

وآخر الحليب في أثداء أمهاتنا

إن كان هذا ذنبنا ...

ما أروع الإرهاب !!

***

أنا مع الإرهاب ...

إن كان يستطيع أن ينقذني

من المهاجرين من روسيا ...

ورومانيا، وهنقاريا، وبولونيا ...

وحطوا في فلسطين على أكتافنا

ليسرقوا ... مآذن القدس ...

وباب المسجد الأقصى ...

ويسرقوا النقوش ...

والقباب ...

**

أنا مع الإرهاب ...

إن كان يستطيع أن يحرر

المسيح ...

ومريم العذراء ...

والمدينة المقدسة ...

من سفراء الموت والخراب !!

***

بالأمس ...

كان الشارع القومي في بلادنا

يصهل كالحصان ...

وكانت الساحات أنهارا

تفيض عنفوان ...

وبعد أوسلو ...

لم يعد في فمنا أسنان ...

فهل تحولنا إلى شعب

من العميان .. والخرسان ؟؟

***

متهمون نحن بالإرهاب ...

إن نحن دافعنا بكل قوة

عن إرثنا الشعري

عن حائطنا القومي ..

عن حضارة الوردة ..

عن ثقافة النايات .. في جبالنا

وعن مرايا الأعين السوداء

**

متهمون نحن بالإرهاب ...

إن نحن دافعنا بما نكتبه ...

عن زرقة البحر ...

وعن رائحة الحبر

وعن حرية الحرف ...

وعن قدسية الكتاب !!

***

أنا مع الإرهاب ...

إن كان يستطيع أن يحرر الشعب

من الطغاة .. والطغيان ...

وينقذ الإنسان من وحشية الإنسان

ويرجع الليمون والزيتون

والحسون

للجنوب من لبنان ...

ويرجع البسمة للجولان ....

***

أنا مع الإرهاب ...

إن كان يستطيع أن ينقذني

من قيصر اليهود ...

أو من قيصر الرومان !!

***

أنا مع الإرهاب ...

ما دام هذا العالم الجديد ...

مقتسما

ما بين امريكا .. وإسرائيل

بالمناصفة !!

***

أنا مع الإرهاب ...

بكل ما أملك من شعر

ومن نثر ...

وممن أنياب ...

ما دام هذا العالم الجديد ...

بين يدي قصاب !!(جزار)

**

أنا مع الإرهاب

ما دام هذا العالم الجديد

قد صنفنا

من فئة الذباب !!

**

أنا مع الإرهاب ...

إن كان مجلس الشيوخ في

أمريكا ..

هو الذي في يده الحساب

وهو الذي يقرر الثواب ...

والعقاب !!

***

أنا مع الإرهاب ...

ما دام هذا العالم الجديد ...

يكره في أعماقه

رائحة الأعراب !!

***

انا مع الإرهاب ...

ما دام هذا العالم الجديد ...

يريد أن يذبح أطفالي ...

ويرميهم إلى الكلاب !!

**

من أجل هذا كله ...

أرفع صوتي عاليا :

أنا مع الإرهاب !!

أنا مع الإرهاب !!

أنا مع الإرهاب !!...

حب بلا حدود

-1-

يا سيِّدتي:

كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي

قبل رحيل العامْ.

أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ

بعد ولادة هذا العامْ..

أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ وبالأيَّامْ.

أنتِ امرأةٌ..

صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ..

ومن ذهب الأحلامْ..

أنتِ امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي

قبل ملايين الأعوامْ..

-2-

يا سيِّدتي:

يالمغزولة من قطنٍ وغمامْ.

يا أمطاراً من ياقوتٍ..

يا أنهاراً من نهوندٍ..

يا غاباتِ رخام..

يا من تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ..

وتسكنُ في العينينِ كسربِ حمامْ.

لن يتغيرَ شيءٌ في عاطفتي..

في إحساسي..

في وجداني.. في إيماني..

فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ..

-3-

يا سيِّدتي:

لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ وأسماء السنواتْ.

أنتِ امرأةٌ تبقى امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ.

سوف أحِبُّكِ..

عند دخول القرن الواحد والعشرينَ..

وعند دخول القرن الخامس والعشرينَ..

وعند دخول القرن التاسع والعشرينَ..

و سوفَ أحبُّكِ..

حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ..

وتحترقُ الغاباتْ..

-4-

يا سيِّدتي:

أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ..

ووردةُ كلِّ الحرياتْ.

يكفي أن أتهجى إسمَكِ..

حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ..

وفرعون الكلماتْ..

يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ..

حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ..

وتُرفعَ من أجلي الراياتْ..

-5-

يا سيِّدتي

لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ.

لَن يتغيرَ شيءٌ منّي.

لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ.

لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ.

لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ.

حين يكون الحبُ كبيراً..

والمحبوبة قمراً..

لن يتحول هذا الحُبُّ

لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ...

-6-

يا سيِّدتي:

ليس هنالكَ شيءٌ يملأ عَيني

لا الأضواءُ..

ولا الزيناتُ..

ولا أجراس العيد..

ولا شَجَرُ الميلادْ.

لا يعني لي الشارعُ شيئاً.

لا تعني لي الحانةُ شيئاً.

لا يعنيني أي كلامٍ

يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ.

-7-

يا سيِّدتي:

لا أتذكَّرُ إلا صوتُكِ

حين تدقُّ نواقيس الآحادْ.

لا أتذكرُ إلا عطرُكِ

حين أنام على ورق الأعشابْ.

لا أتذكر إلا وجهُكِ..

حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ..

وأسمعُ طَقْطَقَةَ الأحطابْ..

-8-

ما يُفرِحُني يا سيِّدتي

أن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ

بين بساتينِ الأهدابْ...

-9-

ما يَبهرني يا سيِّدتي

أن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ..

أعانقُهُ..

وأنام سعيداً كالأولادْ...

-10-

يا سيِّدتي:

ما أسعدني في منفاي

أقطِّرُ ماء الشعرِ..

وأشرب من خمر الرهبانْ

ما أقواني..

حين أكونُ صديقاً

للحريةِ.. والإنسانْ...

-11-

يا سيِّدتي:

كم أتمنى لو أحببتُكِ في عصر التَنْويرِ..

وفي عصر التصويرِ..

وفي عصرِ الرُوَّادْ

كم أتمنى لو قابلتُكِ يوماً

في فلورنسَا.

أو قرطبةٍ.

أو في الكوفَةِ

أو في حَلَبٍ.

أو في بيتٍ من حاراتِ الشامْ...

-12-

يا سيِّدتي:

كم أتمنى لو سافرنا

نحو بلادٍ يحكمها الغيتارْ

حيث الحبُّ بلا أسوارْ

والكلمات بلا أسوارْ

والأحلامُ بلا أسوارْ

-13-

يا سيِّدتي:

لا تَنشَغِلي بالمستقبلِ، يا سيدتي

سوف يظلُّ حنيني أقوى مما كانَ..

وأعنفَ مما كانْ..

أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ.. في تاريخ الوَردِ..

وفي تاريخِ الشعْرِ..

وفي ذاكرةَ الزنبق والريحانْ...

-14-

يا سيِّدةَ العالَمِ

لا يُشغِلُني إلا حُبُّكِ في آتي الأيامْ

أنتِ امرأتي الأولى.

أمي الأولى

رحمي الأولُ

شَغَفي الأولُ

شَبَقي الأوَّلُ

طوق نجاتي في زَمَن الطوفانْ...

-15-

يا سيِّدتي:

يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولى

هاتي يَدَكِ اليُمْنَى كي أتخبَّأ فيها..

هاتي يَدَكِ اليُسْرَى..

كي أستوطنَ فيها..

قولي أيَّ عبارة حُبٍّ

حتى تبتدئَ الأعيادْ

سبتمبر

مع المطر.

و وجهك الجميل يأتي دائماً

مع المطر.

و الحب لا يبدأ إلا عندما

تبدأ موسيقى المطر..

***

إذا أتى أيلول يا حبيبتي

أسأل عن عينيك كل غيمة

كأن حبي لك

مربوط بتوقيت المطر…

***

مشاهد الخريف تستفزني.

شحوبك الجميل يستفزني.

و الشفة المشقوقة الزرقاء.. تستفزني.

و الحلق الفضي في الأذنين ..يستفزني.

و كنزة الكشمير..

و المظلة الصفراء و الخضراء..تستفزني.

جريدة الصباح..

مثل امرأة كثيرة الكلام تستفزني.

رائحة القهوة فوق الورق اليابس..

تستفزني..

فما الذي أفعله ؟

بين اشتعال البرق في أصابعي..

و بين أقوال المسيح المنتظر؟

***

ينتابني في أول الخريف

إحساس غريب بالأمان و الخطر..

أخاف أن تقتربي..

أخاف أن تبتعدي..

أخشى على حضارة الرخام من أظافري..

أخشى على منمنمات الصدف الشامي من مشاعري..

أخاف أن يجرفني موج القضاء و القدر..

***

هل شهر أيلول الذي يكتبني؟

أم أن من يكتبني هو المطر؟؟

***

أنت جنون شتوي نادر..

يا ليتني أعرف يا سيدتي

علاقة الجنون بالمطر!!

***

سيدتي

التي تمر كالدهشة في أرض البشر..

حاملة في يدها قصيدة..

و في اليد الأخرى قمر..

***

يا امرأة أحبها..

تفجر الشعر إذا داست على أي حجر..

يا امرأة تحمل في شحوبها

جميع أحزان الشجر..

ما أجمل المنفى إذا كنا معاً..

يا امرأة توجز تاريخي..

و تاريخ المطر!!.

يوميات امرأة

عيش الحب تهريباً وتزويراً ؟

ونسرق من شقوق الباب موعدنا

ونستعطي الرسائل

والمشاويرا

لماذا في مدينتنا ؟

يصيدون العواطف والعصافيرا

لماذا نحن قصديرا ؟

وما يبقى من الإنسان

حين يصير قصديرا ؟

لماذا نحن مزدوجون

إحساسا وتفكيرا ؟

لماذا نحن ارضيون ..

تحتيون .. نخشى الشمس والنورا ؟

لماذا أهل بلدتنا ؟

يمزقهم تناقضهم

ففي ساعات يقظتهم

يسبون الضفائر والتنانيرا

وحين الليل يطويهم

يضمون التصاويرا

أسائل دائماً نفسي

لماذا لا يكون الحب في الدنيا ؟

لكل الناس

كل الناس

مثل أشعة الفجر

لماذا لا يكون الحب مثل الخبز والخمر ؟

ومثل الماء في النهر

ومثل الغيم ، والأمطار ،

والأعشاب والزهر

أليس الحب للإنسان

عمراً داخل العمر ؟

لماذا لايكون الحب في بلدي ؟

طبيعياً

كلقيا الثغر بالثغر

ومنساباً

كما شعري على ظهري

لماذا لا يحب الناس في لين وفي يسر ؟

كما الأسماك في البحر

كما الأقمار في أفلاكها تجري

لماذا لا يكون الحب في بلدي

ضرورياً

كديوان من الشعر

انا نهدي في صدري

كعصفورين

قد ماتا من الحر

كقديسين شرقيين متهمين بالكفر

كم اضطهدا

وكم رقدا على الجمر

وكم رفضا مصيرهما

وكم ثارا على القهر

وكم قطعا لجامهما

وكم هربا من القبر

متى سيفك قيدهما

متى ؟

يا ليتني ادري

نزلت إلى حديقتنا

ازور ربيعها الراجع

عجنت ترابها بيدي

حضنت حشيشها الطالع

رأيت شجيرة الدراق

تلبس ثوبها الفاقع

رأيت الطير محتفلاً

بعودة طيره الساجع

رأيت المقعد الخشبي

مثل الناسك الراجع

سقطت عليه باكية

كأني مركب ضائع

احتى الأرض ياربي ؟

تعبر عن مشاعرها

بشكل بارع ... بارع

احتى الأرض ياربي

لها يوم .. تحب فيه ..

تبوح به ..

تضم حبيبها الراجع

وفوق العشب من حولي

لها سبب .. لها الدافع

فليس الزنبق الفارع

وليس الحقل ، ليس النحل

ليس الجدول النابع

سوى كلمات هذى الأرض ..

غير حديثها الرائع

أحس بداخلي بعثاً

يمزق قشرتي عني

ويدفعني لان أعدو

مع الأطفال في الشارع

أريد..

أريد..

كايه زهرة في الروض

تفتح جفنها الدامع

كايه نحله في الحقل

تمنح شهدها النافع

أريد..

أريد أن أحيا

بكل خليه مني

مفاتن هذه الدنيا

بمخمل ليلها الواسع

وبرد شتائها اللاذع

أريد..

أريد أن أحيا

بكل حرارة الواقع

بكل حماقة الواقع

يعود أخي من الماخور ...

عند الفجر سكرانا ...

يعود .. كأنه السلطان ..

من سماه سلطانا ؟

ويبقى في عيون الأهل

أجملنا ... وأغلانا ..

ويبقى في ثياب العهر

اطهرنا ... وأنقانا

يعود أخي من الماخور

مثل الديك .. نشوانا

فسبحان الذي سواه من ضوء

ومن فحم رخيص نحن سوانا

وسبحان الذي يمحو خطاياه

ولا يمحو خطايانا

تخيف أبي مراهقتي

يدق لها

طبول الذعر والخطر

يقاومها

يقاوم رغوة الخلجان

يلعن جراة المطر

يقاوم دونما جدوى

مرور النسغ في الذهر

أبي يشقى

إذا سالت رياح الصيف عن شعري

ويشقى إن رأى نهداي

يرتفحان في كبر

ويغتسلان كالأطفال

تحت أشعه القمر

فما ذنبي وذنبهما

هما مني هما قدري

متى يأتي ترى بطلي

لقد خبأت في صدري

له ، زوجا من الحجل

وقد خبأت في ثغري

له ، كوزا من العسل متى يأتي على فرس

له ، مجدولة الخصل

ليخطفني

ليكسر باب معتقلي

فمنذ طفولتي وأنا

أمد على شبابيكي

حبال الشوق والأمل

واجدل شعري الذهبي كي يصعد

على خصلاته .. بطلي

يروعني ..

شحوب شقيقتي الكبرى

هي الأخرى

تعاني ما أعانيه

تعيش الساعة الصفرا

تعاني عقده سوداء

تعصر قلبها عصرا

قطار الحسن مر بها

ولم يترك سوى الذكرى

ولم يترك من النهدين

إلا الليف والقشرا

لقد بدأت سفينتها

تغوص .. وتلمس القعرا

أراقبها وقد جلست

بركن ، تصلح الشعرا

تصففه .. وتخربه

وترسل زفرة حرى

تلوب .. تلوب .. في الردهات

مثل ذبابة حيرى

وتقبح في محارتها

كنهر .. لم يجد مجرى

سأكتب عن صديقاتي

فقصه كل واحده

أرى فيها .. أرى ذاتي

ومأساة كمأساتي

سأكتب عن صديقاتي

عن السجن الذي يمتص أعمار السجينات

عند الزمن الذي أكلته أعمدة المجلات

عن الأبواب لا تفتح

عن الرغبات وهي بمهدها تذبح

عن الحلمات تحت حريرها تنبح

عن الزنزانة الكبرى

وعن جدارنها السود

وعن آلاف .. آلاف الشهيداتِ

دفن بغير أسماء

بمقبرة التقاليد

صديقاتي دمى ملفوفة بالقطن

داخل متحف مغلق

نقود صكها التاريخ ، لا تهدى ولا تنفق

مجاميع من الأسماك في أحواضها تخنق

وأوعيه من البلور مات فراشها الأزرق

بلا خوف

سأكتب عن صديقاتي

عن الأغلال دامية بأقدام الجميلات

عن الهذيان .. والغثيان .. عن ليل الضرعات

عن الأشواق تدفن في المخدات

عن الدوران في اللاشيء

عن موت الهنيهات

صديقاتي

رهائن تشترى وتباع في سوق الخرافات

سبايا في حريم الشرق

موتى غير أموات

يعشن ، يمتن مثل الفطر في جوف الزجاجات

صديقاتي

طيور في مغائرها

تموت بغير أصوات

خلوت اليوم ساعات

إلى جسدي

أفكر في قضاياه

أليس هوالثاني قضاياه ؟

وجنته وحماه ؟

لقد أهملته زمنا

ولم اعبا بشكواه

نظرت إليه في شغف

نظرت إليه من أحلى زواياه

لمست قبابه البيضاء

غابته ومرعاه

إن لوني حليبي

كان الفجر قطره وصفاه

أسفت لا نه جسدي

أسفت على ملاسته

وثرت على مصممه ، وعاجنه وناحته

رثيت له

لهذا الوحش يأكل من وسادته

لهذا الطفل ليس تنام عيناه

نزعت غلالتي عني

رأيت الظل يخرج من مراياه

رأيت النهر كالعصفور ... لم يتعب جناحاه

تحرر من قطيفته

ومزق عنه " تفتاه "

حزنت انا لمرآه

لماذا الله كوره ودوره .. وسواه ؟

لماذا الله أشقاني

بفتنته .. وأشقاه ؟

وعلقه بأعلى الصدر

جرحاً .. لست أنساه

لماذا يستبد ابي ؟

ويرهقني بسلطته .. وينظر لي كانيه

كسطر في جريدته

ويحرص على أن أظل له

كأني بعض ثروته

وان أبقى بجانبه

ككرسي بحجرته

أيكفي أنني ابنته

أني من سلالته

أيطعمني أبي خبزاً ؟

أيغمرني بنعمته ؟

كفرت انا .. بمال أبي

بلؤلؤة ... بفضته

أبي لم ينتبه يوماً

إلى جسدي .. وثورته

أبي رجل أناني

مريض في محبته

مريض في تعنته

يثور إذا رأى صدر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://twitter.com/ousama_helwany
امير الغرام
المشرف العام
المشرف العام
امير الغرام


من أروع ما قدم نزار قباني Oous10
سوريا
ذكر
الــعــمــــــل : design and scientific learning
عدد المساهمات : 1397
الانتساب : 10/03/2010
من أروع ما قدم نزار قباني Member13

من أروع ما قدم نزار قباني Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أروع ما قدم نزار قباني   من أروع ما قدم نزار قباني Icon_minitimeالجمعة 2 يوليو - 21:23

اين تكملة الموضوع لم تظهر ؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://twitter.com/ousama_helwany
أبو محمد
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
أبو محمد


من أروع ما قدم نزار قباني Oous10
سوريا
ذكر
الــعــــمــر : 36
الــعــمــــــل : مصمم اعلاني
عدد المساهمات : 3276
الانتساب : 06/02/2010
من أروع ما قدم نزار قباني 8211611

من أروع ما قدم نزار قباني Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أروع ما قدم نزار قباني   من أروع ما قدم نزار قباني Icon_minitimeالإثنين 5 يوليو - 12:58

مشششششششكور صديقي
من أروع ما قدم نزار قباني 301461
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://afamia.mam9.com
زهرة أفاميا
عضو مميز
عضو مميز
زهرة أفاميا


من أروع ما قدم نزار قباني Oous10
سوريا
انثى
الــعــمــــــل : طالبة
عدد المساهمات : 195
الانتساب : 04/03/2010

من أروع ما قدم نزار قباني Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أروع ما قدم نزار قباني   من أروع ما قدم نزار قباني Icon_minitimeالأربعاء 7 يوليو - 9:40

مشكور اخ اسامة معلومات رائعة وقيمة
يسلمو ايديك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ضياء
مشرف سابق
مشرف سابق
ضياء


من أروع ما قدم نزار قباني Oous10
سوريا
ذكر
الــعــــمــر : 41
الــعــمــــــل : طالب
عدد المساهمات : 450
الانتساب : 17/02/2010
من أروع ما قدم نزار قباني Member13

من أروع ما قدم نزار قباني Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أروع ما قدم نزار قباني   من أروع ما قدم نزار قباني Icon_minitimeالسبت 10 يوليو - 14:53

من أروع ما قدم نزار قباني 983633
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اميرة الدموع
عضو مميز
عضو مميز
اميرة الدموع


من أروع ما قدم نزار قباني Oous10
سوريا
انثى
الــعــمــــــل : طالبة
عدد المساهمات : 174
الانتساب : 12/07/2010

من أروع ما قدم نزار قباني Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أروع ما قدم نزار قباني   من أروع ما قدم نزار قباني Icon_minitimeالإثنين 12 يوليو - 22:12

نزار فنان كبيررر بالفعل وانا اجمل ما قرأت لهذا الشاعر الكبير رحمه الله
هي القصيدة الدمشقية تشكر
اخي الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من أروع ما قدم نزار قباني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من روائع نزار قباني
» كلمات (نزار قباني)
» من روائع قصائد نزار قباني
» قصيدة الحزن (من روائع كلمات الشاعر نزار قباني)
» شاهد هنا أروع مجموعة من صور أفاميا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات أفاميا :: 
(¯`°•.¸¯`°•. منتدى الشعر والأدب والثقافة.•°`¯¸.•°`¯)
 :: منتدى شعراء أفاميا
-
انتقل الى:  
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
أبو التراب - 3723
من أروع ما قدم نزار قباني Vote_rcap1من أروع ما قدم نزار قباني Voting_barمن أروع ما قدم نزار قباني Vote_lcap 
أبو محمد - 3276
من أروع ما قدم نزار قباني Vote_rcap1من أروع ما قدم نزار قباني Voting_barمن أروع ما قدم نزار قباني Vote_lcap 
نور الاسلام - 2006
من أروع ما قدم نزار قباني Vote_rcap1من أروع ما قدم نزار قباني Voting_barمن أروع ما قدم نزار قباني Vote_lcap 
امير الغرام - 1397
من أروع ما قدم نزار قباني Vote_rcap1من أروع ما قدم نزار قباني Voting_barمن أروع ما قدم نزار قباني Vote_lcap 
@الأسير@ - 1330
من أروع ما قدم نزار قباني Vote_rcap1من أروع ما قدم نزار قباني Voting_barمن أروع ما قدم نزار قباني Vote_lcap 
عامر الحسن - 863
من أروع ما قدم نزار قباني Vote_rcap1من أروع ما قدم نزار قباني Voting_barمن أروع ما قدم نزار قباني Vote_lcap 
امير العشاق - 594
من أروع ما قدم نزار قباني Vote_rcap1من أروع ما قدم نزار قباني Voting_barمن أروع ما قدم نزار قباني Vote_lcap 
طارق محيميد - 525
من أروع ما قدم نزار قباني Vote_rcap1من أروع ما قدم نزار قباني Voting_barمن أروع ما قدم نزار قباني Vote_lcap 
عدنان مظلوم - 483
من أروع ما قدم نزار قباني Vote_rcap1من أروع ما قدم نزار قباني Voting_barمن أروع ما قدم نزار قباني Vote_lcap 
ضياء - 450
من أروع ما قدم نزار قباني Vote_rcap1من أروع ما قدم نزار قباني Voting_barمن أروع ما قدم نزار قباني Vote_lcap